السبت، 21 ديسمبر 2013

مشكلة تدهن الدجاج البياض بعد قمة الانتاج

مشكلة تدهن الدجاج البياض بعد قمة الانتاج : 

** دجاجتى رشيقة بعد القمة

إن صناعة الدواجن تتشعب منتجاتها و تتعدد ما بين طيور اللاحم إلى بيض التفريخ و بيض الأكل و غيرها من أنواع الإنتاج الداجنى المختلفة . و يجب على المربى أن يتعامل مع كل نوع من التربية بالحساسية الخاصة به فكل نوع يحتاج إلى أدوات و إجراءت معينة لإدارته . وأحد هذه الأدوات التى هى بيد المربى فى الطيور البياضة و التى يضعها دائماً نصب عينيه أن لا تزيد طيوره فى الوزن بعد قمة الإنتاج بشكل ملحوظ – و لتحقيق هذا الهدف سوف نتعرض فى المقال التالى لكل ما يتعلق بهذا الغرض. 


* ميكانكية التبويض

لكى نفهم كيف تؤثر زيادة الوزن و تدهن الطيور على أدائها يجب ان نأخذ فكرة مبسطة عن  كيفية عملية الإباضة لدى الطيور . حيث تعتبر عملية التبويض لدى الطيورإحدى مراحل التناسل .

حيث يتكون الجهاز التناسلى الأنثوى من مبيض أيسر و قناة بيض يسرى فقط و المبيض هو المسئول عن حمل البويضات و ترسيب الصفار حولها بعد تخليقه فى الكبد كما أنه مسئول عن إفراز بعض الهرمونات الأنثوية التى تنظم و تنشط إنتاج البيض . ثم قناة البيض التى عبارة عن أنبوبة ملتوية ذات جدران مطاطية مختلفة السمك يصل طولها إلى 50-75 سم أثناء إنتاج البيض و قطرها 1-7 سم و هى التى تلتقط البويضة فى خلال 15 دقيقة بعد تبويضها حيث يتم إخصابها فى بداية القناه ثم تفرز باقى مكونات البيضة فى هذه القناة من بياض و أغشية القشرة ثم قشرة البيضة نفسها . و يتكون الصفار فى الكبد تحت تأثير هرمون الإستروجين الذى يفرز من المبيض و الذى يزيد تركيزه فى الدم قبيل و بعد النضج الجنسى ثم يفرز الكبد هذا الصفار فى الدم الذى ينقله بدوره إلى المبيض لتكوين البويضة. 
                              
                                        الصورة 1 : الجهاز التناسلى للفرخة 


              
                                    الصورة 2 : بويضات فى مراحل مختلفة 


** سلبيات زيادة الوزن و تدهن الطيور 




  • تؤثر زيادة وزن الطيور بعد قمة الإنتاج بالسلب على أداء الطيور من عدة أوجه نذكر منها ما يلي. :
    1- توثر الزيادة الوزنية على الإنتاج و كميته حيث ان الدهون لها تأثير عكسى على إفراز هرمون LH الذى يفرز من الفص الخلفى للغدة النخامية ( THE ANTERIOR PITUITARY GLAND) حيث أن هذا الهرمون له الدور الأعظم فى تنشيط الحويصلات المبيضية لإفراز الهرمونات الجنسية الأخرى كما أنه المسئول عن حدوث التبويض .
    2- تؤثر الدهون المتراكمة فى التجويف البطنى للدجاجة بعد القمة على الإخصاب  حيث تضغط الدهون فى التجويف البطنى على القنوات الأنبوبية الموجودة فى قناة البيض و التى يتم تحزين الحيوانات المنوية بها ما يؤدى إلى قلة هذه الحيوانات المنوية و بالتالى ينخفض الإخصاب.
    3- كلما زاد وزن الطيور كلما زاد بالتالى وزن البيض المنتج من هذه الطيور و هذا البيض الكبير الحجم يؤدى إلى إنحفاض نسبة الفقس حيث تحتاج البيضة الكبيرة الحجم و المحتوية على كمية كبيرة من البياض إلى درجة حرارة أعلى حيث يحجب هذا البياض قدر من الحرارة الواصلة للجنين مما يؤثر على عملية الفقس

  • 4- تؤدى زيادة الوزن إلى إنتشار ظاهرة الرقاد ( BREEDINESS ) حيث يؤدى إنخفاض هرمون LH نتيجة زيادة الدهون إلى إضمحلال المبيض ( نظراً لغياب الهرمونات الجنسية ) و فى المقابل يرتفع مستوى هرمون البرولاكتين و الذى يلعب دوراً مهماً فى إنتقال الطائر من وضع البيض إلى تفريخه .
    5- تعيق الدهون الكبد عن القيام بوظائفه فيقل إنتاج الصفار و يبطئ نمو الحويصلات المبيضية كما أن أكثر من حويصلة مبيضية تنمو فى نفس الوقت و يفقد المبيض تسلسله الهرمى فيحدث تبويض لأكثر من بويضة فى نفس الوقت مما يزيد من فرص إنتاج البيض ذو الصفارين ( DOUBLE YOULK ) و إنتشار هذه الظاهرة يؤدى إلى إنتشار ظاهرة إنقلاب الرحم ( PROLAPSE ) نتيجة تعثر عملية الإباضة .
    6- تؤدى زيادة الوزن فى الطيور البياضة إلى إرتفاع معامل التحويل الغذائى لهذه الطيور من جهتين الأولى أن جزء من العلف المستهلك يتحول إلى دهون و لا يستخدم فى إنتاج عدد أكبر من البيض بمعنى أننا نستطيع أن ننتج نفس العدد من البيض بكمية أقل من العلف . و الجهة الأخرى أن هذه الدهون المتكونة تقلل من إنتاج الطيور للبيض و بالتالى تقل الكمية المنتجة من البيض مقارنة بالعلف  





                                         الصورة 3 : انقلاب رحمى ناتج عن التدهن 



                                    الصورة 4 : انقلاب رحمى ادى للنفوق 



    **الإدارة العلفية لمرحلة ما قبل القمة

    إن مرحلة ما قبل القمة و التى تبداء من نهاية فترة التربية و حتى القمة من أهم مراحل حياة الدجاجة البياضة و التى تتطلب من القائم على أمر القطيع إنتباهاً شديداً و يجب عليه قبل ذلك معرفة حقيقة معينة و هى أن البيضة التىى يتم وضعها اليوم من قبل الطائر قد تم البدء فى تكوينها قبل 15 يوم . لذلك فإن إمداد الطائر بالعلف الذى هو مصدر البيض يجب أن يسبق القفزات فى الإنتاج و إلا لن يقفز المنحنى الإنتاجى على الوجه المطلوب – وتلتهم الزيادة فى الإنتاج أى زيادة يومية فى دفعات العلف خاصة فى القطعان المتجانسة . و يتم التوقف عن دفع الطيور غذائياً عند 70% إنتاج و قبل ذلك فى القطعان التى تستخدم دفعات العلف و هو السقف المتعارف عليه فى أغلب كتب السلالات عند 175 جرام للطائر من علف يحتوى على 2750-2800 ك.ك / كجم علف ثم بعد ذلك يتم مراقبة القطيع و هل سوف يتخطى القمة القياسية للسلالة أم لا فإذا كانت الصفات الوراثية للقطيع جيدة بالإضافة إلى وجود تجانس عالى فى القطيع – عندئذ سوف يتعدى القطيع القمة القياسية لمقاييس السلالة و عندئذ يجب دفع الطيور غذائياً فيما يسمى عليقة التحدى للحصول على أفضل الإمكانات الوراثية للسلالة بما لا يتعدى 10 جرامات للطائر . و لا خوف فى هذه المرحلة من تدهن الطيور لأن هذه الزيادات العلفية سوف يستهلكها الطائر فى تغطية إحتياجاته الإنتاجية فى هذه المرحلة الغزيرة الإنتاج . و يجب أيضاً الوضع فى الإعتبار درجة حرارة البيئة من حول الطائر فإذا كانت درجة الحرارة أقل من 22 درجة مئوية فيجب عندئذ تعويض الطائر عن العلف الذى سوف يفقده لحفظ حرارة جسمه و إلا إنعكس ذلك على الإنتاج . و كذلك يجب ملاحظة أن علف الإناث فى هذه الفترة يجب أن لا تسرق منه الديوك حتى تعطى الطيورالقدر المطلوب من العلف . 

    * إدارة العلف بعد قمة الإنتاج

    الآن و قد وصلنا إلى أعلى قمة إنتاجية من الممكن أن تحققها الصفات الوراثية للطيور يكون الشغل الشاغل للمربى هو المحافظة على هذه القمة أكبر فترة ممكنة – وهذه المثابرة لا تقل أهمية عن تحقيق قمة جيدة و من أجل هذا الغرض يجب معرفة كيف يستفد الطائر من العلف الذى يأكله – حيث يحتاج الطائر كمية من العلف ليغطى بها إحتياجاته الحياتية و التى تحفظ حياته مثل القيام بالوظائف الحيوية و الحركة و غيرها فيما يعرف بالعليقة الحافظة ( MANTENANCE ENERGY ) وكذلك كمية أخرى يحولها الطائر إلى إنتاج وهو فى هذه الحالة ( البيض ) و ذلك فيما يعرف بالعليقة الإنتاجية ( PRODUCTIVE ENERGY ) و يجب أن نعرف أن حفظ حياة الطائر له الأولوية فى تقسيم هذا العلف حيث يقوم الطائر بالحصول على هذه الإحتياجات من العليقة و ما تبقى يحوله إلى إنتاج – وهنا تبرز أهمية و خطورة أن تكون العليقة المقدمة للطيور غير كافية مما سوف يؤثر بالسلب على الإنتاج بالضرورة أما إذا كانت العليقة زائدة عن الإحتياجات الحافظة و الإنتاجية يبداء ترسيب القدر الزائد من العليقة على هيئة دهون وهذا ما يحدث بعد قمة الإنتاج حيث يبداء منحنى الإنتاج فى الهبوط الطبيعى مرة أخرى . ومن المعلوم أن الطيور يكتمل نموها الجسمى عند 30 أسبوع و تكون معدلات زيادتها فى الأوزان 20-30 جرام أسبوعياً و غالباً ما تكون على هيئة دهون فإذا ما تبدى للمربى أن طيوره بدأت تتعدى هذه الزيادات البسيطة فى الوزن مع نزول فى منحنى الإنتاج فليعلم حينها أنه يجب أن يقوم بتخفيض العلف تدريجياً من الطيور حتى لا يتحول هذا العلف إلى دهون . هذا الدهن الذى يسبب السلبيات السالفة الذكر – و بعض أدلة السلالات قد حددت معياراً معيناً بعدد جرامات تخفيض العلف طبقاً للإنتاج و هذا الأمر فيه نظر حيث يجب أن تتوفر لدى القائم بأمر تحديد العلف و كميته عدة أمور ينظر إليها وأدوات فى يديه من خلالها يستطيع أن يحدد كمية تخفيض العلف و سوف نذكرها فيما يلى : 




                                                  الصورة 5 : مقارنة بين طائر منتج واطائر غير منتج 


    **قمة الإنتاج نفسها 

    إن قمة الإنتاج من العوامل المحددة لقمة سقف العلف ففى بعض الأحيان تتعدى بعض القطعان القمة السياسية للسلالة . عندئذ لا ينبغى للمربى التمسك بقمة العلف القياسية فى مواصفات السلالة . و إلا فإنه سوف يخسر عدد من البيض كان من الممكن أن يحصل عليه لو أنه دفع الطيور بعدة جرامات أخرى . كذلك ميعاد بداية التخفيض و كميته . كل هذا يتحدد من خلال كمية البيض المنتجة و الثبات على القمة من عدمه . وعلى العكس من الفترة قبل القمة يتم تخفيض و سحب العلف بعد نزول الإنتاج و ليس قبله. 





                                       الصورة 6 : فرخة منتجة وفرخة ضعيفة الانتاج 

    ** الوزن الأسبوعى

    من بديهيات العمل فى حقل الأمهات خصوصاً و الطيور البياضة عموماً عملية الوزن الأسبوعى فهى بمثابة النور الذى يضئ الطريق للمربى لمعرفة متى و كيف يتم التخفيض فيجب أن تؤخذ عينة ممثلة للوزن أسبوعياً حتى تساعدك على توقيت إتحاذ القرار فإن الطيور لا يزيد وزنها بين عشية و ضحاها و إنما تزيد بالتدريج – لذلك فإن الوزن يحدد لك الزيادات الأسبوعية وهل بدأت تنحرف أم لا ومن خلال ذلك تستطيع أن تأخذ قرارك بتخفيض العلف . و يجب أن تكون عينة الوزن مستوفية معايير العينة العشوائية حيث تؤخذ قبل العلف و من مكان واحد كل أسبوع و يكون العدد الموزون ممثلاً للعنبر . 





                                                 الصورة 7 :  
                                                                  
       مقارنة بين فتحة المجمع لطائر منتج يكون لونها وردى ومبلله أما الغير منتج يكون لونها باهت وجافه

    ** وزن البيض اليومى 

    من الأمور الأساسية فى المزرعة هى الوزن اليومى للبيض لمعرفة ما إذا كان يطابق الأوزان القياسية أم لا و مدى التغير اليومى فى متوسط وزن البيض. ووزن البيض اليومى يشارك فى قرار تخفيض العلف فلا يجب أن يزيد وزن البيض عن الوزن القياسى بشكل كبير . و يجب أن تؤخذ عينة للوزن من البيض مجمعة حوالى 120-150 بيضة مباشرة بعد الجمع من الأعشاش وذلك من الجمعة الثانية و يجب إستبعاد البيض المزدوج و الصغير و كذا غير الطبيعى . 





    الصورة 8 : 
     طائر غير منتج الفرق بين العظام الدبوسيه فقط اصبعين والفرق بين العظام الدبوسية وعظمة الحوض فقط اصبعين 





    الصورة 9 :  طائر منتج حيث الفرق بين العظام الدوسية وبعضها اصبعين بينما الفرق بينها وبين عظمة الحوض 3 اصابع


    ** درجة حرارة الجو المحيط

    لا شك أن درجة حرارة الوسط مهمة جداً للطيور – حيث أنه إذا إنخفضت درجة الحرارة من حول الطيور عن المطلوب يستخدم الطائر جزءاً من الطاقة فى الغذاء المأكول لتغطية إحتياجاته الحرارية وحفظ درجة حرارة جسمه .
    لذلك يجب على المشرف على القطيع أن يضع هذه النقطة فى إعتباره عندما يتحذ قرار تخفيض أو حتى زيادة العلف قبل القمة . وإذا أستخدم العلف لتعويض درجة حرارة الوسط يستخدم بمعدل 1.5 جرام علف لكل درجة مئوية إنخفاضاً فى درجة الحرارة .
    لذلك من الضرورى تنظيم درجة الحرارة حول الطيور و لا نلجأ لإستخدام العلف لتعويض فروق درجات الحرارة . فأحياناً تكون فروق درجات الحرارة بين الجو الخارجى و درجة الحرارة المطلوبة للطيور أكثر من 20 درجة مئوية خاصة فى المناطق الصحراوية مما يتطلب زيادة العلف بمقدار 30 جرام للطائر وهذا الكلام غير منطقى .




    الصورة 10 :  طائر غزير الانتاح حيث الفرق بين العظام الدبوسيه 3 اصابع وبينها وبين عظمة الحوض اربعة اصابع 



    • مما سبق يتضح أن تدهن الطيور يؤثر تأثيراً سلبياً على أداء الطيور برمته ويكون شائع الحدوث بعد بداية النزول من قمة الإنتاج – لذلك على المربى أن يعلم بما سوف يحدث حتى يتخذ الإجراءات لمنع هذا التدهن فليس هناك من وسيلة لإذابة هذه الدهون بعد تكوينها لذلك يبداء فى تخفيض كمية العلف المقدمة للطيور بشكل بسيط و تدريجى طبقاً لأوزانها و أوزان بيضها و إنتاجها و لا ينصح بالتخفيض الكبير دفعة واحدة فسوف يستتبعه هبوط فى الإنتاج مراعياً فى ذلك درجات الحرارة حول الطائر وقمة إنتاجه مقارنة بالقياسى حتى يستطيع المحافظة على مثابرة جيدة للقطيع تستمر طول الدورة حتى تصفية القطيع .

    هناك تعليق واحد: